الجمعة، 17 يوليو 2009

الطريقة التوليدية الحوارية - غسان زيدان

الجامعة اللبنانية
كلية التربية
العمادة




المقرر: مشغل
الطريقة التوليدية الحوارية

الإشراف: الدكتور سمير زيدان
إعداد: غسان زيدان
الإختصاص: فلسفة وحضارات





دورة الكفاءة لأساتذة التعليم الثانوي
العام الدراسي 2008- 2009- الفصل الثاني
http://oubellil.jeeran.com/philosophie/
مقدمة:
تعتبر الطريقة التوليدية السقراطية من أقدم الطرق في تعليم الفلسفة،حيث يتشارك فيها المعلم والمتعلم بهدف الوصول الى الحقيقة المنشودة . وتختلف الطريقة السقراطية في شكلها ومضمونها عن الطريقة التلقينية المملة وغير المنتجة كما بينت التجارب والدراسات. وقد يسأل البعض عن الجدوى من استخدام الطريقة السقراطية بعد 2500 على استخدام سقراط لها. فنجيب : بأن الحوار يبقى الحل الأفضل و المثل لتحقيق معرفة شرط إخضاعها لضوابط محددة و ذلك أنه أصل التواصل الإنساني. فالحوار يفترض الإنتقال من الفكر البسيط الى الفكر النقدي و الحجاج الجدلي.

ـ أسباب إختيار التوليد السقراطي:
ينطوي هذا الأسلوب التعلمي في المجال البيداغوجي، على مغزى من حيث إنه يسمح للعلاقة بين التعليم والتعلم ـ وهي علاقة معروفة تقليديا بالخطية ـ بأن تصبح دائرية، ومن ثمة، تمنح "القدرة" للمتعلمين، وتساعدهم على اكتساب الوعي بمسؤولية أكبر، أمام تعلماتهم. فيحوزون على الفائدة ويطمحون إلى تجاوز ذواتهم. وعندئـذ، تنتعش قـدراتهم الفكـرية والحوارية التي يملكونها، وتتجدد.

التقديم النظري للطريقة:
· الطريقة الحوارية أو التوليدية Maïeutique))
1 ـ تعريفها
المقصود بها حمل المخاطب إلى اكتشاف الحقـائق التي يحملها في نفسـه، وهذا عن طريق سلسلة من الأسئلة. فلقد كان سقراط يستخدم هذا المنهج، فيبدأ بمناقشة أيِّ موضوع شائع، ويسأل سامعه عن رأيه الذي يكون عادة، مستعدا لإبدائه. وبتوالي الأسئلة، تنكشف الإجابات التي لا تتفق مع الإجابات الأولى. وهكذا، تمضي المناقشة حتى يصل الضحية إلى حالة من الحيرة التامة، ويضطر إلى الاعتراف بأنه لا يعرف شيئا عن الموضوع الذي عبر في البدء، عن رأيه فيه بكل ثقة. وبالنسبة إلى المتعلم الحاذق، تكون هذه النتيجة السلبية، هي المرحلة الأولى فقط، في عملية التربية، إذ تتداعى التحديدات الجديدة. وهذا معناه، التدرج إلى تحصيل الحقيقة، عن طريق تكوين التصورات .
2 ـ إشراك المتعلم
إن هذا الأسلوب الديداكتيكي يقوم على المشاركة، وليس على الملاحظة المتحجرة، على البحث والتحليل، وليس على الوصف والمعاينة، أي مشاركة المتعلم في بناء المعارف، فيتحفز على أخذ الكلمة أكثر مما يَسْمَع، وعلى طرح الأسئلة أكثر مما يستقبل من معلومات، وعلى تقصي الإجابات الممكنة، أكثر من البحث عن الإجابة الصحيحة، وعلى بناء السبل، أكثر من تطبيق الوصفات. إن الأمثـل هو أن يتحرك المتعلمون في القسم، أكثر من الأسـاتذة وأنهم في نهاية اليوم، يكونون أكثر تعبا.[1]

3 ـ دور المعلم
إن الأستاذ يجب أن يتقدم كمجرد وسيط بين المتعلم والمعرفة، أو كمجرد دليل، فيحثه على البحث والاختبار والتفكير، ويحثه في أثناء المنـاقشات، على التعبير والحجــاج. إنه صالح لأن يكــون وسيطا ينشئ الروابــط، ومتجولا يحسن التنقل من منطق إلى آخر.
1ـ ففي المقاربة التقليدية، فإن الأستاذ، كان هو الشخص الذي يعرف ويعطي ويصحح. أما الآن، فينبغي أن يكون هو مَن يوجه المتعلم إلى اكتساب كفاءات.
2ـ ثم إن الحوار الفلسفي، يفترض مسبقا، انتقال الفكر البسيط إلى الفكر النقدي والحجاج الجدلي، وهو حجاج يفترض ترتيبات، ومهارات فكرية معقدة.

4 ـ الحوار وبيداغوجيا المشروع
أ ـ إن تعلم التفكير الفلسفي في إطار الطريقة الحوارية، يقتضي أيضا، العمل الجماعي، وهو سلوك تدعو إليه، بيداغوجيا المشروع؛ لأن المشروع يساعد بذلك، على إدماج المهمات، والمواد التعليمية: فمنهجية المشروع، تستنجد باستحضار المعارف السابقة، وبالتساؤل عن « ماذا يجب أن أعرف؟ ». فهناك عدد من المتعلمين لا يحفظون، لأنهم يجهلون كيف يتصرفون. فالأسئلة: "كيف سلكتُ للوصول إلى ما صنعت؟" و"ماذا أخذتُ من كل هذا؟" أو "هل إنني قادر على أن أصنع هذا، بطريقة أخرى؟" هي أسئلة، تدفـع المتعلمين شيئا فشيئا، إلى حـمل نظرة نقدية إلى أساليب صنعهم واكتساب استراتيجيات مفيدة للتعلم.
إن المتعلم يتجه طبيعيا، إلى العمل لإنجاز المشروع الذي يحمله في رأسه. إنه يوازن بين آرائه، وآراء غيره، وينمي هويته في العمل الجماعي، ويقوِّم عمله طوال المشروع، فيحدد أين الصواب، وأين الصعوبات، ولماذا، حتى يرى كيف يتقـدم، وماذا يجب عليه أن يصحح، وكيف يطرح الأسئلــة التي تسمح لأصدقــائه ولأستاذه، بأن يساعدوه على التفكير، والوقوف على الحلول؟
ب ـ إن المشروع يساعد على إعطاء التعلم مدلولَه.فلا بد من الوصول إلى تحسيس المتعلمين، بأنهم يشكلون قسما، وأن لكل واحد مساهمة يقدمها، شريطة أن ننشئ، ثقافة التعاضد والتعاون.
ج ـ ومن جهة المتعلمين، وبقصد محاربة فشلهم وصعوباتهم المدرسية، يتعين الاهتمام بطرائقهم في التعلم، وهذا، لفهم أين وصلوا، وما هي الأشياء التي تعرقلهم.
د ـ وهذا النوع من التعــلم، يساعد من جملة ما يســـاعد، على الفكر النقــدي وحل المشكلات والعمل مع الفريق والتكافل الجماعي. وهذا النوع من النشاطات، بإمكانه، أن ينمي لدى المتعلمين، قيما وسلوكات، تساهم في إرساء المجتمع الديمقراطي.



النص: المعرفة
إن العادة والتقليد هما اللذان يقنعاننا أكثر من أية معرفة يقينية. و إنه على الرغم من ذلك لا يمثل تعدد الأصوات حجة ذات بال بشأن الحقائق التي يصعب اكتشافها قليلا لأنه من الأقرب إلى الاحتمال أن يعثر عليها رجل وحيد من أن يعثر عليها شعب بأسره ولما لم أستطع اختيار شخص تكون آراؤه في نظري أفضل من آراء غيره وجدتني مجبرا على السعي إلي قيادة نفسي بنفسي غير أني كمثل رجل يمشي وحيدا في الظلمات قررت أن أسير ببطء وأن أتسلح بجانب من التحري إزاء كل الأشياء بحيث أحتمي من السقوط حتى وإن كنت لم أتقدم إلا قليلا جدا... وأن أبتعد تمام الابتعاد عن التسرع والظن وأن لا أشمل بأحكامي أكثر مما تقدم لفكري بقدر كاف من الوضوح و التميز.
ديكــــــــــــــــــارت: مقالة في الطريقة
كيف نجري تقويماً للمتعلّمين الذين تم تدريسهم بهذه الطريقة:
الأسئلة الممكن طرحها على المتعلّمين والإجابات المتوّقعة:
ما هو المقصود بالعادة والتقليد؟
_طريقة قبلية في التفكير، مكتسبة من البيئة بدون جهد وبدون إعمال العقل في مقاربة الموضوعات.
أي نوع من المعارف يمكن أن نطلق عليه تسمية "معرفة يقينية"
_المعرفة التي يتم التوصل إليها بالاختبار العلمي.
إذاً،هل يمكن الوثوق بالعادة والتقليد على أنهما معرفة يقينية؟
_كلآ.
الأهداف الإجرائية المطلوب تحققها.
§ الاطلاع على تنوع العلوم والمعارف.
§ تعليم المتعلم ممارسة السؤال الفلسفي.
§ أن يكتسب المتعلم القدرة على اكتشاف الرهان.
§ أن يشارك المتعلم المعلم شرح الدرس.




خاتمة:
إن استخدام الطريقة الحوارية يساعد المتعلم على تجاوز بعض الصعوبات التي يواجهها،خاصة في الاحجام عن المشاركة الصفية والتي تنشأ عند الطالب عادة بسبب ضعف في الشخصية، أو قلة ثقة بالمعلومات التي بحوزته، فالطريقة الحوارية تبني جسور الثقة مع المتعلم والعلاقة الجيدة بالمعلم وبالزملاء ،وتشعره بأنه محور العملية التعلمية وعنصرا ً أساسياً فيها بحيث يصبح قادراً عتى الموازنة والتوفيق والتوليف بين آ رائه وآراء غيره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق